ذكرى يرددها الزمان الوافي

ذكرى يُرددُها الزمانُ الوافي

أَلقُ الشموسِ لها من الأفوافِ

شعت على مرّ السنينِ وَعمرُها

عمرُ البطولهش نالض كلَّ شِغافِ

متغلغلا بِنهىَ الفوارسِ دافعاً

من يُحجمون إلى الخلود الضافي

اليومُ يومُ صلاتنا لجلالها

واليومَ نُقرؤها الحنانَ الوافي

وعلى الثرى نجثو نقبل تُربةً

عبقت بِحرِّ شعورها الرَّفافِ

ما كان بالخافي على مُستلهم

شَهمٍ وليس على الأبىّ بخافَ

إنَّا بنى الأحرار نعرفُ قدَرَهاً

وَنشيمها في النُّور والأطياف

وبكلّ معنىً للعظائمِ شامخٍ

وبكلّ نبعٍ للحقيقة صافِ

لا مَجدَ غيرَ الحِّق يبقى ناصعاً

سَمحاً على رغم الرَّدىَ المتلاف

هذى مقابرُهم وتلك دماؤُهم

مثلُ النجوم ونوِرها الشَّفافِ

هياتَ يُدركها الطغاةُ وربمُّا

سجدوا لها رغماً عن الآنافِ

سيجئ يومٌ للحسابِ قُضاتُهم

تِلكَ العِظامُ بِغضبةِ الإنصافِ

يا أمَّةَ الأحرار دومي حُرَّةً

والتضحيات لكِ الجلال الكافي

وبحسبك الشهداءُ ضمَّحِ ذكرهم

هذا الأثيرَ وشاعَ في الألطاف

يومٌ كهذا اليوم تهتف عنده

مُهجُ الشعوبِ العانياتِ هُتافي

وَتعُّزهُ الدنيا التي حَلمت به

حُلمىِ وتزأرُ وثبةُ الآلافِ