سألوني لم ارتحلت كأني

سألوني لم ارتحلتَ كأني

لم أجبهم بسيرتي نصفَ قرنِ

شادياً بالطليقِ من شعريَ الباكي

أغنى لمجدِهم ما أغنى

وحياتي لعِّزهم في كفاحٍ

ككفاحِ الشُّعاعِ في وسطِ دَجن

مُثل لن تُحدَّ نَوعاً وعداً

كنجومِ السماءِ في كل فنِ

وتَبَّلغتُ بالعذابِ وبالبؤسِ

مراراً وكل حظى التجَّنى

وكأني وَحدِي المسئُ بإحسا

ني لعصري أو أنه لم يَسعني

ما كَفاهُم أنِّى أعاني وجودي

في وُجودٍ بقاؤه مَحضُ غَبنِ

ما كَفاهُم أني أواصلُ ليلى

بنهاري لأجلهم وسطَ من

ما كفاهم أني أضحى بروحي

حينما عزَّ من يُضحَّى ويُغنى

ما كفاهم أني تناسيتُ نفسي

فوق نسيانهمُ حقوقي وأينى

ما كفاهم أنى لهم ذلك الرا

ئدُ يشقى كالراحِ في أسرِدنِّ

ما كفاهُم أني ارتضيتُ شقائي

لي جزاءً ويهدمون وأبنى

ما كفاهُم هذا وهذا فنادوا

بعقوقي وما رَعَوا حق سنِّى

ثم حالوا بين المثاليِّةِ العل

يا لفكري وبين سعيى وبيني

فترَّحلتُ حيثُ يحُترمُ الاحرا

رُ وحيثُ الهواءُ طلقٌ لذهني

وأظل الوفي رغمَ اغترابي

لبلادٍ ما غُيبِّت قطَّ عنِّي