سفارة كافور تعلممنا الهدى

سفارةُ كافورٍ تُعلمَّمنا الهدى

عجيبٌ لعمري وعظها بيننا سُدىً

لقد برئت مصرُ العزيزةُ منهما

وعدَّتهما من نكبةِ الدهرِ والعدىَ

وها نحنُ أعطينا السفارةَ حقَّها

سفارةَ مصر دونَ سؤلٍ ولا جداً

بلادٌ رعيناها على القرب والنَّوي

وهيهاتَ ننساهَا وإن يطل المدى

وكيف وماءُ النيلِ بين دمائنا

يغذِّى حنيناً عارماً بل مُخلَّدا

تمرَّدفينا كل حسٍّ على الألى

أباحوا كراماِ الرجالِ لمنَ عدا

نعم قد أباحوها لعاتٍ ممَّردٍ

وما رحموا شعباً لهم ما تمردا

كفاكم بني قومي كفاكم خنوعكم

قروناً وَهدوا ذلك المتمردا

ولا تتركوا تمثيلكم لعصابةٍ

تُرتِّل آىَ الحمد للظلم سُجدا

شقينا بها في غربة هي وحدها

غناءٌ كمن يمشى ثقيلاً مقيَّدا

تراوغنا أقوالها وفعالها

وتجنى على الأحرار حتى لتحمدا

وما تركت باباً لظلمٍ مُنظَّمٍ

ولم تألهُ طرقاً ألم تسمعوا الصَّدى

ألم تقرأوا أمداحها كلَّ لحظةٍ

لكافورَ قد جازت مدىَ من تعبدا

أفاتكمو تهديدنا في حياتنا

وفي رزقنا حتَّى غدا النورُ أسودا

كأنَّا بأدغالٍ نعيشُ فلا نرى

صُروحاً لأحرارٍ وحُلماً مُشَّدا

وأعجبُ ما نلقى عَداوةُ طُغمةٍ

بأرضٍ تصون الحَّر عن أن يُهَّددا

وتُكرمُهُ أيانَّ كانت أصوله

وتُنسيهِ ما قد ضاع مالاً وسؤادُدا

أفيها نُعاني الكيدَ والدَّسَ والأَذىَ

ضُروباً كأنا في إسارٍ تَجدَّدا