شربنا مذاب النار بعد فكاكها

شِربنا مُذاب النار بعد فكاكها

فقهقت الأكوابُ في وثبةِ الجمر

وأحرجت الأقزامَ حتى تلعثموا

ورَّوعت الظُّلامَ في غضبةِ الحر

نعم ظلموها من سنينٍ بحبسها

ولم يعلموا فالخمرُ روحٌ لمن يدري

ولما زأرنا قيل سَكري تخبطوا

وما نحن من يعنو إلى اللهوِ والسكر

ولكننا ثُرنا على الضيم والقذى

كما ثارت الأكوابُ بالسُّخط والثأر

وما أُهدرت إلاّ وفي دمنا لها

حقوق وأحكامٌ على الجبنِ والغدر

وما كان نخبَ اللهوِ كأسُ شريفةٌ

ولكنه رمزُ التطلع للفجر