شمس الربيع تبرجي وتناسي

شمسُ الربيعِ تبرَّجي وتناسي

إنِّي المعَّذبُ بينَ كلِّ الناسِ

هذى خيوطُكِ في دُعابةِ ساخرٍ

ما مسَّهُ حرقى ولا وسواسي

صادت خيالي صيدَها لعواطفي

ورمت بها وبمهجتي للياسِ

إن ترقصي حولي سناءً عاطراً

بمنىَ الربيعِ الطاهرِ الأنفاس

هَلاَّ ادركرت حُشاشةً محرومةً

أنداءَ مصرَ بسمن فوقَ الآسِ

حباتُهُ كانت عقودَ جواهرٍ

نُثرت وكنَّا الُّزهرَ من جُلاسي

هَلا ادكرتِ ما قسوتِ طفولتي

وشبيبتي حين اشتعلت براسي

هلا ادكرتِ صبابتي وخيالها

في النيلِ بين تثاؤبٍ ونُعاسِ

هلا ادكرت ليالياً طلعت بها

كل النجومِ تحوطُني وتُواسي

هلا ادكرتِ وقد دهشتِ لوحشتي

ما يَفقدُ المهجورُ من إيناسِ

هلا ادكرتِ مباهجاً عاهُدتها

ألاَّ أغيبَ فغبتُ دونَ مواسي

هلا ادكرتِ أزاهراً قد نافست

كل الشموسِ لشاعرٍ حساسِ

هلا ادكرتِ مراتعاً ومناحلاً

ملكت علىَّ جوارحي وحواسي

هلا ادكرت منازلاً بادلتها

حُبَّى وخالطَ جوهَا إحساسي

هلا ادكرت الرمل رفَّ بغيده

والبحرُ لي دَن وقرصكِ كاسي

هلا ادكرتِ تعفُّفي عن حاكمس

وتزلفُّي شرفاً لربِّ الناسِ

هلاُّ ادّكرتِ جميعَ ما ضحيَّتهُ

لأعزَّ مصرَ فضاعَ في الأرماسِ

هَلاُّ ادّكرتِ تهافتي لجلالها

فرُجمتُ من أيديِ العقوقِ القاسي

أولا فكوني كيفَ شئتِ أسَّنةً

وصواعقاً وتخَّطري وتناسي