عزائي قف مكانك يا عزائي

عَزائي قِف مكانكَ يا عَزائي

فإنِّى لا أراك سوى الُمرائي

هَجرتُكَ مذ خبرتُ صُروفَ دنيا

تُراوغُنا بألوانِ الفناءِ

ولستَ بأىِّ حالٍ من تُرجَّى

لِتزجُي للأخِ الجِّم الإباءِ

إلى الحِّر الذي صَاحَبتُ فيه

أحبَّ الشاعريةِ والذكاء

ومن يطوِى الفؤادَ على هُمومٍ

ولكن في ابتسامِ الكبرياءِ

ومن نَظراتهُ للكونِ نُورُ

وإن بعدَ الوُجودُ عن الِضباءِ

ومن عَرَفَ الحياةَ وإن تسامت

فناءً قد تَطَّورَ عن فَناءِ

فحسبي أن أصوغَ له رَجَاءً

من الصبَّرِ الُمرنَّقِ بالبكاءِ

ومن قلبٍ وفيٍ لا يداجِي

ومن حُبٍّ صفيٍّ لا يُرائي

بأن يَحيا ملاذاً للأماني

ولو وُئدت وضاعت في الهباءِ