عصابة من لصوص أمنها خطر

عصابة من لصوص أمنها خطر

قد ضجّ منها وريع الجن والبشر

ما للعروبة لا تمضي وتسحقها

هل نالها الياس أم هل نالها الضجر

أم استنامت إلى وعد تزوّقه

مثل الفقاقيع لا يبقى لها أثر

لا نفع منها وإن غنت بما وعدت

فكل نفع لها في طيه الضرر

صنعاء أو جدة المنهوب جدتها

أو كرخ بغداد أشباه بمن غدروا

معاقل المجد في الماضي قد احتضرت

كأنها لعبة قد ساقها القدر

صم الجلاميد أحنى في مقابرها

ممن أضاعوا حقوق الشعب أو قبروا

والأجنبي على علاته رحم

متى يقاس بهم في شر ما أمروا

ما بين عات وصعلوك بفطرته

ومجرم لم يعد حق ولا وطر

فوضى بها اندثرت أخلاق من غبنوا

ومثلها صارت الثروات تندثر

الفقر والجهل والأمراض قاطبة

باتت كنوزا لهم من بعد ما افتقروا

أبعد هذا نصوغ الشعر في طرب

لمدح حكامهم لو أنهم شعروا

أليس في ضرب أعناق لهم أمل

للمصلحين وفي تدويخهم عبر

أليس في تركهم كالعث مرزئة

عمّت فكم دولة تغنو وتحتضر

لقد نصحت فعدوا النصح لي سفها

وكدت أبكي فعدت اليوم أعتذر

وما انادي سوى الشبان في أمم

لم يبق فيها سواهم بعد مدخر

لعلهم يشعلون النار صاخبة

يوم الحساب فلا تبقي ولا تذر

وعلهم بالدم الغالي لأمتهم

يروون قدوة من ثاروا ومن ثأروا