علم الإباء وأحكم الشعراء

علم الإباء وأحكم الشعراء

هذا عزاء الوامقين عزائي

أطلعتهم في كل أرض أنجما

من وحيك المتفنن الوضاء

واليوم ليس لهم سواك ملاذهم

مهما لجأت للوعة وبكاء

منك استمد العارفون يقينهم

فلديك ملجؤهم وخير عزاء

يا من رأى مثلي المنية صورة

للعيش لا تجزع من الأرزاء

ولو أن موت الأم أفدح نكبة

ويصل فيه تفلسف الحكماء

أمم العروبة كلها محزونة

لأساك يا من خصها بوفاء

وبنى لها شم الخوالد شعره

بمعالم الإرشاد والإيحاء

فيم البكاء وفي المنية رحمة

حين الظلام مفوّق بضياء

أنى نظرت ترى المناحة حولها ال

أعراس والأحباب في الأعداء

ولئن شقيت من الجحود فإنني

آثرت أن أحيا مع الشهداء

فتلق بطش الدهر غير مروع

فالدهر معتنق لكل غباء

واجرع كما جرعت فرط جحوده

واصبر فحسبك غاية العلياء

من كان مثلك في سماء نوغه

يسمو على الأعصار والأنواء

ويرى الخلود المعنويّ كفاءه

ويحقر التخليد في الأعضاء