غضي عيونك يا نجوم فإنني

غضّي عيونك يا نجوم فإنني

أرنو إلى القدسيّ من أضواء

لن تكشفي سري ولو أعطيته

ما كنت كاشفة مدى إسرائي

هذي صلاتي لا أذان يؤمها

غردا ولا الأجراس بالضوضاء

بهت المساء لها كأنّ تأمّلي

ألق وذؤب نهاي في الظلماء

إن كنت في الحسبان أحقر ذرة

فأنا رموز عوالم وفضاء

غنّى الأثير بها ففاض عواطفا

واهتز بالإلهام للشعراء

أصغي إليها يا نجوم فربما

ألهمت ما ضيت من إيحاء

أين الألوهة إنها حولي وما

خفيت وإن عدت كحلم ناء

هي في الحيا وكل ما هو كائن

فجميعه حي بلا استثناء

وجدت مع الأزل السحيق قصيدة

نارية الأنغام والأصداء

لسنا سوى من بعض تفعيلاتها

أو أننا صور لها ومراء

كانت وسوف تكون ذلك شأنها

فعلام فلسفتي وشحذ ذكائي

والخلد من طبع الوجود تسلسلا

لا طوع أفراد ولا أشياء

والموت من صور الحياة فما مضى

حيّ بلا بدل ودون عطاء

فتأمليها يا نجوم وجد لها

يا عقل بالإشعاع غير مرائي

فلربما أصبحت وحدك هاديا

للأرض إن أصغت وللجوزاء