قالوا طيور تغالي في محبتها

قالوا طيور تغالي في محبتها

فقلت ما كن إلا بعض أبنائي

مرحن حولي كالأطفال في لعب

حتى تحاربن في فسقية الماء

وألبست ريشها الألوان أوسمة

كأنما تتحدى مجد أضواء

يبعثر الماء درّا في تنافسها

كأنّها كرنفال الفنّ للرّائي

ويغضب الماء حينا في تبجّحها

فيستثار كموج فوق أنواء

وكم تعالت لنا أصواتها هرجا

فأضحكتنا وشاقتنا بإيماء

كأنما صور التمثيل معرضها

ما بين وثب وترتيل وأزياء

وأشرب الشاي عن قرب أراقبها

منعّما وكأنّ الشايَ صهبائي

تركت ديوان شعر كنت أقرؤه

لما تسامت بألحان وأصداء

كم شاعر بينها في قوله عجب

للملهمين فما يكفيه إصغائي

لا تشخروا من ودادي حين أرمقها

وحين أعشقها من دون أسماء

لكل طير معان وهي كافية

لتستقل بأشعاري وأهوائي

أسكنتها في عيوني وهي شاردة

كالزهر تسكنه ذرات أنداء

وحومت حول سمعي حينما صمتت

كأنما الصمت مقرون بإفشاء

فهل أغالي إذا أخلصتها مقتي

وهل تغالي بتجديدي وإحيائي