قبل الأرض وناجاها هياما

قَبَّلَ الأرض وناجاها هُياما

كشريدٍ عاد من منفى فَهاما

هام بالأم التي قد عقَّها

في ضلالٍ وغرورٍ وتعامى

وبكى مثل يتيم ضائع

لم يزل يذكر بؤسا وسقاما

ضل في الأوهام قبلا خاسرا

فتهاوى حين ظنَّوه تسامى

قال يا أمي كفاني أنني

لك أحيا ثم أفنى مُستهاما

أي روح غير روح منك لي

أو وجود غير معنى فيك داما

كل ما في الكون لا يشغلني

ولئن كان شباكا تترامى

عالم المجهولِ لم أغنمِ به

غيرَ أحلام أضَّلتني دواما

حينما عندك آيات كفت

نشوة العقل فتونا وُمداما

أنتِ بنت الشمس فهي جدَّةٌ

وكذا كنا شعاعا وضراما

ان عبدنا النور لم نأثم فما

كان غير الله نورا وسلاما

أو رجعت اليوم عبدا صاغرا

أتلقَّى عنك علما واحتكاما

فالأماني كلها في فسحة

لك أن ضاقت فما ضاقت نظاما

جَنَّتيِ أنت فان ضيعتها

حَّق أن أغدو في الذل حُطاما

واذا راعيتها في يقظة

لم تنم أصبحتُ للخلد لزاما

فاحتفت بي الأرض ثم ابتسمت

عن ربيع فاض بشرا وغراما