لا الطعنة البكر يوم الثأر تكفيني

لا الطعنةُ البكرُ يومَ الثأرِ تكفيني

ولا التغني بإنصافِ الملايينِ

حولي دموعٌ ونيرانٌ مؤججةٌ

وإن نأيتُ وآلافُ القرابين

قد ساورتني في صحوى وفي سنتي

وبلبلتني بصيحاتِ المجانين

الجائعينَ العرايا ليس يسترهم

غيرُ الجراح وعضَّاتِ الشياطين

الساخطَين وما يُصغى لهم أحد

غيرُ الخرابِ وغير المنزِل الدون

الحائرينَ بأصفادٍ وقد حَسدوا

في سجنِ أرواحهم كلَّ المساجين

الحاملينَ على أكتافهم حقباً

غدرَ العتاةِ وأنجاس السلاطين

الشاردينَ هباءً لا يُعادِ لهُ

ذل الجباهِ ولا بؤسُ المساكين

الضائعين كأنَّ الدهرَ أهملهم

من كل حسبانه دونَ البراهينِ

الغانمينَ نفاقَ الناسِ تزكيةً

ومنَّهم بالأذى شتَّى الرياحينِ

أبناءُ قومي الألى ما فتهم طمعاً

إلاّ بثأرٍ شريفٍ في دواويني

من كلِّ بيت شواظُ النار آيتهٌ

والنورُ حجتهُ طولَ الأحايينِ

إن فاتَ سمع الألى في لهوهم سدروا

وعرفوا الشعرَ محدودَ التلاحينِ

فسوف تطغى على الأوهامِ ثورُتهُ

على الضلالِ على غشِّ الموازينِ

وسوف تزأرُ الأحجارِ صيحتهُ

حتى تطيرَ ولا طيرَ الشواهين

وسوف يمحقُ جَّباراً ومقتدراً

شر الثعابين بل كلَّ الثعابينِ

ما الطعنةُ البكرُ يومَ الثأرِ مُغنيةٌ

إن لم تُعمم لإنقاذِ الملايينِ