لمن النجوم رقصن فوق خميلة

لمن النجومُ رقصنَ فوقَ خميلةٍ

قُبلاً وأحلاماً تَرف طويلا

وخفقنَ ألواناً حملنَ عواطفاً

وأضأنَ أنغاماً تردُ جميلا

لمن التهَّللُ في الغصون نواعساً

سَكرىَ فأيقظها النسيمُ بليلا

لمن الثلوجُ وقد نُثرنَ جواهراً

بِيدِ الألوهةِ تستحث بخيلا

ساوت فما تركت عزيزاً مُفرداً

وَحَبت فلم تَذرَ الفقيرَ ذليلا

لِمن الحمائمُ قد طلعن عرائساً

سَفرت وأرسلت النشيدَ هَديلا

كانت يُحجِّبها الصقيعُ فردَّهَا

للناسِ تعييدٌ يَعُّز مثيلا

ورأت حُبور الناسِ دفأ مُنعشاً

من بَعدِ ما كان الجليدُ ثقيلا

لمن الطفولةُ في تحُّررِ بهجةٍ

لم تَرضَ عنها في السرورِ بديلا

غُصَّت حوانيتُ الهدايا حولها

بجميع ما فد جاوزَ التخييلا

وكأنّما اللعُّبُ استقلت مثلها

بالعيدِ واحتفلت به تمثيلا

لمن المعابدُ والمسارحُ اشرقت

أَمماً تقدّسُ رائعاً وجميلا

لمن الأناشيدُ الحبيبةُ رَدَّدت

لحنَ السلامِ مُسلسلاً ونبيلا

لمن الهوىَ والفُّن حينَ تألقَّا

طُهراً وحين تباريا تقبيلا

لمن التَّهلُّلُ والجميعُ كأنَّهم

أطفالُ لم يستمرئوا التحويلا

دُنيا السماحةِ والتحُّررِ والنَّدى

شَعَّت وما خَذلت بها تأميلا

وَكَسا منازِلنا نعيماً سابِغا

رُوحٌ باشهى الصفوِ كانَ كفيلا

لمن المظاهرُ والحقائقُ هذهِ

عَجباً كأنَّ البؤسَ رُدَّ قَتيلا

وَكَأنمَّا الظلمُ الرهيبُ قد انتفى

والعدلُ أصبحَ كالجمالِ ظليلا

هي بعضُ وجدانِ الوجودِ يَزفه

حُبَّاً لمن هو أطلعَ الإنجيلا

من لا تزالُ على السماءِ عظاتُه

هذى الشموسُ تُواكبُ التنزيلا

من روُحه روحُ الإِله وِسُّرهُ

سرُّ الحياةِ على الأبُودِ نزيلا

من عَلَّمَ الإنسانَ قيمةً نفسه

لو شاءَ حَظَّاً في الحياةِ جليلا

بُوركتَ ميلادَ المسيحِ وبُوركت

مُثلٌ رُفعتَ لنا وجئتَ مُنيلا

من عاشَ يُكرِمها فما ضاقت به

دُنيا ولا وَجدَ السلامَ ضئيلا