لي قلة في الأصدقاء حسبتهم

لي قلة في الأصدقاء حسبتهم

فوق الجواهر للبخيل المعدم

لم ينظروا يوما إلي بريبة

بل بجلوني كالنبي الملهم

منهم قبست أشعتي وإليهمو

عادت مفاخرها وعدت إليهم

دار الزمان ولم يدورا حوله

وتجمعوا حولي وحول تألمي

خلقوا لي الأفراح من صلب الأسى

حتى كأن الكارثات تنعمي

لا منهمو من باع كنز مودتي

وكأنه قد باع عرضي أو دمي

تخذ النفاق طعامه وشرابه

والكيد مهنته وبارك مأتمي

ومضى يمن علي بعد نكاية

ما للنكاية غير فرط تبسمي

إني امرؤ أحيا لأن عقيدتي

تحيا ولست بمن يدنس مرقمي

ولأنني فوق الظنون ومبدئي

ما كان للراضين أو للوم

وإذا طعنت من الذي أحببته

فعليّ وزري لا عرفت تندمي

دنيا سأقطعها بغير ترحم

منها ولم أبخل لها بترحمي

يا من يعيش مشاغبا وحياته

خدع على خدع وجم توهم

لا تحسبني بعد غدرك وامقا

إن المحبة لا تكون لأرقم

إن كان أعماني تودد ماكر

متنفنّن أو ساحر مترنم

فالحق يأبى أن أضيع رحمتي

والعدل يأبى أن أضلل كالعمي