مؤسس الدولة المرهوب جانبها

مؤسّس الدولة المرهوب جانبها

ومن شأت قمة الدنيا مبانيها

ومن تظل المعالي من مبادئها

وباقيات المزايا من معانيها

ومن يشيم بها الأحرار قدوتهم

ويعرفون الأمانيّ أمانيها

ومن تعيش بها الأجواء أجمعها

مثل الشعوب التي قد اسعدت فيها

كل له منزل حي ومؤتلف

وعزّة لم تكن وهما وتمويها

حتى الطيور تغنّت في موائلها

بنشوة فوق ما أوحت أغانيها

حتى الوحوش التي تمحى مسارحها

من العداء تهادت في مجاليها

حتى الطبيعة في أرجائها سكنت

فيها الألوهة ألوانا لرائيها

اليوم ميلادك الوضاء نعرفه

وإن حجبت بآثار نحييها

أبا البلاد التي يحيا الجميل بها

مكرر العطر يجري في أقاحيها

وفي الجميل المحلى من بواسقها

وفي الطليق المغني من قماريها

وفي جميع ناحيها كأن بها

لذكرك السمح تقديسا وتاليها

وفي جميع مباديها التي انتشرت

فرنّحت أمما شتى مباديها

يا من تبنتك أخلاق منزهة

عن الصغار فتاهت في تبنيها

جعلت سيرتك الغراء رائدة

للرائدين فعبوا من دراريها

يا قائد الثورة الكبرى ومنميها

حتى استحالت لظى أفنى أعاديها

وآخذ النصر والأيام مدبرة

والخصم يمعن تحقيرا وتسفيها

آمنت بالحق حتى صرته رجلا

وبالتقى فغدا دينا لأهليها

وغذ نجت من أذى الطاغوت ظافرة

بعزها كنت ربانا يراعيها

ولم تزل يا أبا إن نام عن ولد

وأمهم لم يناموا عنه تنويها

حاشاك فالموت للأحرار مخلدهم

وللمبادىء معليها ومحييها

وهكذا سيرة الأبطال ملحمة

الخلد شاعرها والدهر راويها