من أنبأ الغيد الحمائم أنه

من أنبأ الغيدَ الحمائمَ أنَّهُ

آتٍ لنا فَخففن لاستقبالهِ

هُنَّ الوداعةُ مثلض شكلِ قصيدةٍ

شمخت معانيها لقلبِ الواله

يرقصنَ في ضوء الربيعِ كأنما

جاءت أشعَّتهُ نشيدَ ظِلالِهِ

والقطرُ مِثلَ الحبِّ ينثرُ حولها

فَرِحاً ومثلَ الحبِّ في إقباِلهِ

متزحلقاتٍ كالغواني قُربها

فوقَ الجليدِ يرف مِلءَ جمالِهِ

والزهر في الأحواضِ وهو مُقيَّدٌ

حُرُّ يطيرُ بِعطرِهِ وخيالهِ

صورٌ توَحدت الطبيعةُ وانتشت

فيها فكُّل شاعرٌ بمثالِهِ

بمدينةٍ تاهَ الجمالُ بمجدِها

شعراً تلألأ ساحراً بكمالِهِ

أنَّى مشيت بها لمستَ جلالها

متواضعاً حتى لدى جُهّالهِ

سمقت كنفحِ روائع علويَّةٍ

للفنِّ وانتصرت على خُذَّاله

مهما وَصَفتُ لهن أوّفى حَقَّها

أو حَقَّهُ بنوا لها نواله

وَعَلامَ وصفي حين من أُهدى له

شعرِي يُحُّس بما أحُّس كآلِهِ