من دمعة الشعب ومن كده

من دمعة الشعب ومن كدّه

ومن دم الأمة في نَردِهِ

مُملَّك الحدِّ على صفوَها

ياليتها تملك من حدّه

كم يجعل الدينَ حبالاته

ليخنقَ المصلح في مهده

قد عضَّها النحسُ وما عضَّه

إلا فَمٌ يرشف في وَجدهِ

يُمرِغُ الأمَّةَ في رجسه

ويسرق الأمةّ في رِفده

عانت به وبأشابه

في قربه الجاني وفي بُعده

منتفخاً يمزح مستغرَقاً

في اللهوِ كالصائد في صيده

كالكركدنّ الذي يزدهى

في قبحهِ يُسخرُ من قدّه

لم تعطه غانيةٌ قبلةً

إلاّ كمن تهزأُ من رُشدهِ

أو بادلته نكتةً حلوةً

إلاّ ومغزاها مدى نقده

حَتَّامَ يا قومُ ضلالاتكم

تُمكِّنُ الفاجرَ من قصده

كنَّا نرجِّيه مثالَ الهدى

فأصبح الغاشم في حقده

كنَّا نُغنيه أغاني العلى

فأصبحَ المبدلَ من حَمدِهِ

كنا نُفديه بارواحنا

في روحه العالي وفي زهده

ما باله أضحى فتىَ ماجناً

الشاردَ الخادعَ في وعده

حَتامَ يستهزئُ من مجدكم

حتَّامَ والخِسَّةُ من مَجدِه

حَتَّام يسترسلِ في غِّيهِ

حتَّام والسوقةُ من جُنده

حتام أعلامُكم له صاغرٌ

حتام بل أهونُ من عبده

أعقلكم دون دفينِ الثرى

لو يعقل الميت في لحدهِ