مهلا وريقات الخريف تمتعى

مهلاً وريقاتِ الخريفِ تَمتَّعى

قبلَ الوداعِ بُموحياتِ العيد

اليومُ للعمَّالِ يومُ جلالةٍ

واليومُ للأحياءِ جُّد فريدِ

فَتسمَّعيِ صيحاتِ كُلِّ مُكَّرمٍ

لا زَجرَ ساداتٍ وَخوفَ عبيدِ

وَتزودى من كلِّ مرأىً باسمٍ

بِمنىَ الإخاءِ ونعمةِ التوحيدِ

هذى مواكبهُ تسير نوافحاً

بحرارةِ الإيمانِ كُلَّ نشيدِ

إنِّى وَأنت مُشردان بعالمٍ

حَظ التحُّرر فيه للتشريدِ

إلاّ بأرضٍ لم تزل تحمى الِحجا

وكرامةَ الإنسانِ بالتأييدِ

فلكلّ حرٍّ منبرٌ بربوعها

ولكلِّ جُهدٍ باعثٌ لمزيدِ

وتكافأت فُرصُ الحياةِ بظِّلها

لا سِجنُ محرومٍ وموتُ شهيد

مهلاً وريقاتِ الخريفِ فإننا

متشابهَان وأنصتي لنشيدي

حُبُّ الحياةِ يدوُم في وطنٍ به

شرفُ الحياةِ قرينُ كُلِّ وليت

مهلاً ففيكِ من الأَشعةِ ومضةٌ

تُرَجى فمن يؤذيكِ بالتهديد

الناسُ تخشى من تَبسُّمِ فاجرٍ

وبسمت أنتِ ولا ابتسامَ الِغيد

لمَ لا وكل الخلقِ يغمرهم رضىً

حتى الذين سعوا الى التزييدِ

شتانَ بين المرغمينَ كأنهم

سلعٌ بسوقٍ للطغاة مَشيدِ

والعائشين تضاعفت أعمارهم

في موطنٍ لبنى الكماةِ الصيِّدِ

ما زلتِ أهلاً للرسالةِ بيننا

ما بين أصباغٍ وبين قصيد

ما زلتِ رمزاً للكفاحِ وللمنى

مهما ذبلتِ يُخصُّ بالتمجيدِ

كُرِّمتِ للعملِ المجيدِ وحولنا

هتفَ الأولى فُتنوا بكل مجيدِ

فَتمهَّلىِ وتشربي مما أرى

صُوَرَ الجمالِ حَلت بأكرمِ عيد

فالعيشُ في هذا المجال سعادةٌ

والموتُ بعدُ يُعد في التخليد