هاتى ثلوجك هاتي

هاتى ثلوجَكِ هاتي

فإنَّها من حَياتي

ولتعصفي يا سمائي

ولتمعنى في أَذاتي

فلن تَهدِّى كِيااني

ولن تَمسِّى صفاتي

حَى بفنىّ وفكرى

وليس موي سُباتي

إنِّي غريبٌ بجسمي

فلم يكن هو ذاتي

كمشعلٍ ليس منه

هذا الحديدُ العاتي

هاتى ثلوجَكِ هاتي

فإنَّها من حَياتي

ستونَ عاماً تولَّت

كأنني في فلاَةِ

البردُ فيها هَجيرٌ

كأنهُ آهاتي

والحرُّ فيها ثلوجٌ

كأَنَّها زَلاَّتي

لم ألقَ فيها ظلالاً

أو رَحمةً من هُداةِ

وكيف والناسُ أسرىَ

لكلِّ باغٍ وعاتِ

ويبغضون فِكاكاً

من الطغاة الجناةِ

كأَنَّما الذل شَرعٌ

له حقوقُ الصلاةِ

هاتي ثلوجكِ هات

فإنَّها من حياتي

نَوحُ الزواِبعِ منِّى

وعَصفها من رُواتي

وإن تَكن لا تُبالى

بعالمٍ لا يُواتي

في حين أنِّي أُبِالي

كصانعِ المعجزاتِ