وقفنا لدى الشلال وقفة عابد

وقفنا لدى الشلال وقفة عابد

ففيه لنا نور وفيه ضرام

تغازله الشمس الحيية مثلما

تغازله الأشجار حين تنام

وهذي نجوم أطلعت دون ليلها

وألوانها فوق الغصون مدام

ومن حولها الأدغال لكن تهذّبت

فلا ريبة للناظرين تشام

يغنّي خرير الماء عذبا كأنما

شدت خلفه حور ورف سلام

وهذي الظلال الناعسات تثاءبت

وأسكرها للحالمين غرام

نسيت مرور الوقت أو قول صاحبي

فما هو وقت ينقضي وكلام

هنا مظهر الجنات بل ذاك كنهها

وعما عداها في الحياة يصام

تطلعت مفتونا وحولي أمة

من النبت بل دنيا كذاك تقام

مشاهد شتى من أراض قصيّة

يجمعها للعارفين نظام

ويشملها دفء وأحسب أنها

بألفتها تغنى غنى وترام

تآخت وإن تنسب إلى كل موطن

وباعدها هم وبان خصام

فكيف بنو الإنسان وهو متوج

كأن ضياء العقل فيه ظلام