يا أيها الموتى ويا من خلدوا

يا أيها الموتى ويا من خُلدوا

في الموت حين الحُّى رهنُ تبابهِ

لم يبلغ الغدرُ المشينُ منالهُ

منكم ولكن نالَ من أربابه

هي قصَّةُ الوحشِ الضرير وما دَرَى

بطشَ الزَّمانِ بِظفرهِ وبنابه

دوَّى وزمجرَ وهو غيرُ محاذرٍ

يقظٍ فهيأ كهفهُ لخرابه

يُحيى الضحايا الذكرياتِ وإنها

لأجل من ذكرٍ ومن أنصابِه

لأجل من معنىً نُمجِّدُ يومَه

وأَعُّز من حُبٍّ لدى أحبابِه

اليومَ قدَّسهُ الألى رزئوا به

من قَبلُ واحتشدوا لدى محرابه

وَرَنت له أممٌ بدمعةِ حائرٍ

وِجلٍ تُحسُّ مصابها بمصابِه

فالغدرُ ما برحَ المسيطرَ ضارباً

بالعدلِ لا يُعنى بغيرِ طلابِهِ

مُتبختراً متشدقاً بجميعِ ما

جَعل السلامِ خُرافَةً للنابهِ

فليحذر الأحرارُ وليتكاتفوا

فالعدلُ غيرَ الظلم رغمَ خضابه

والناسُ مهما خُودعوا لن يرضخوا

للعسفِ والجبروت يومَ حِسابِه