يا ابن الخصاصة حين تحسب عزة

يا ابن الخصاصة حين تحسب عزة

وابن الكفاح على المدى قهارا

في ظلمة الكوخ الحقير تشربت

روح لك النورا النبيل مرارا

فنشأت كالراعي الشفيق على الورى

تستلهم الآلام والأكدارا

وكدحت طفلا في الحقول وبعدها

في الليل تكدح دارسا صبارا

فإذا نبوغك في الطفولة ساطع

مثل الضحى نورا أغر ونارا

وإذا شبابك في فصاحة مدره

بهر الكبار وملك الإكبارا

وبعثت مندوبا لندوة أمة

قدرت نبوغا فيك لا يتوارى

دافعت فيها عن كرامة من هووا

في الرق واعتنقوا الأذى والعارا

ناديت لن تبقى الغداة حكومة

فخرا وزدت جلاله أعمارا

هيهات غير الحق يخلق قوة

هيهات مهما يخلب الأنظارا

لنطلق الأسرى وهم أخواننا

في الرق قد وجدوا الحياة يوارا

وبلغت أعلى منصب قد زدته

فخرا وزدت جلاله أعمارا

لولا التعصب في الجنوب أثاره

زعماؤه في حمقهم إعصارا

وأبوا سوى الحرب الأثيمة وحدها

ردّا وغير جموحهم أنصارا

فجعلت تحرير العبيد سياسة

وتخذت توحيد البلاد منارا

حتى إذا انتصرت جيوشك لم تعد

إلا زعيم بلادك الغفارا

وأخذت تبني من جديد حظّها

كالغيث يطلع في الربى النوارا

ويدا الرجاء من الرماد كأنه

بعث أعاد خلائقا وديارا

فإذا القضاء مهيئ لك مصرعا

واها له والنصر صار معارا

كلا وكلا ما قتلت لميتة

بل للخلود مكرّرا وجهارا

عمّدت بالدم أيها الفادي لنا

مثلا على الأدهار سوف تجارى

ما أن مظلوم وضحى ماجد

إلا وكنت له لظى وشرارا

ورآك في أحلامه ويقينه

أبدا فهمّ يصارع الجبّار