يا شعر من ترجو تحسب أنه

يا شعر من ترجو تحسب أنه

أولى بحبك أو بعيد باهر

ولدت أزاهير الربيع بعيده

فتضمّخت منه بنفح عاطر

ومشى الجمال مواكبا بحقوله

علويّة مثل المسيح الطاهر

جاءت عقود سنينه بتراثها

للعارفين به عقود جواهر

أنسيته يا شعر حاشا أن ترى

في الجاحدين لماهد ولماهر

ضحى وضحى باسما أو صابرا

حتى مشى للصلب أكرم صابر

هيهات تنسى كيف تنسى مبدعا

نجواه كالإيمان ملء خواطر

من ساح في دنيا الفنون ولم يزل

السائح القهار غير مفاخر

من أبدع القصص العجيبة مثلما

خلقت بإبداع الإله القادر

من سلسل الأنشاء سمفونية

أخاذة وملاحما للساحر

من أرجع التاريخ بين دروسه

عبرا وأوقفه مكان الحاضر

من علم الآداب إنسانية

شعت بإشراق الصباح لثائر

من لقّن الإيثار دينا للورى

كأخيه واستبقا استباق الغافر

من فلسف الشعر الذي غنى به

فشدت جداوله كبحر زاخر

من ظل يحسب جده ومزاحه

كالآيتين لمؤمن ولكافر

عبد المسيح العبقريّ وحسبه

في العبقرية خلق شهم نادر

أنا التففنا حول أمجاد له

مثل التفاف السفن حول منائر

أو كالتفاف النحل لما أولعت

بالشهد حول معاسل لأزاهر

جئنا نعيّد شاكرين وربما

يدري جلال العيد غير الشاكر

والشمس قد يشكو نفوذ شعاعها

عان ويصغرها حليف صغائر

الأربعون ونيف من عمره

مثلت بهذا العيد مثل بشائر

توحي الجديد لنا وقبلا طالما

أوحت ولم تبرح كفلك دائر

من فاته إبداعها قد فاته

إشعاعها النفاذ خلف ستائر

أرثي له أضعاف ما يرثي لنا

ولئن تمادى في رقاعة ساخر

فالحق لا تخفيه ضلة ساخر

كالله لا تنفيه غضبة فاجر