يا مالكا لا عن وراثة شامخ

يا مالكاً لا عن وراثة شامخٍ

بجدوده حين الجدودُ فخارُ

بل عن محبة شعبة وخياره

والشعبُ حُقَّ له الذي يَختارُ

الملك مُلك الشعبِ حين زعيمهُ

ملكٌ هو المأثورُ لا الجبار

مُتوِّهجٌ بدم الكفاح وإن يكن

سلماً وفي سَلمِ الكفاحِ النار

قالوا ألا تَصفُ المليكَ فقلت بل

وصفَ المليك سلوُكه القَّهارُ

هو واحدٌ من شعبه لم يغترر

يوماً ولا مجدٌ لديه مُعارُ

يحنو عليه فيستجيبُ لعطفه

ما فيه أضداد ولا أنصارُ

بل كلُّهُ يومَ الكريهةِ شُعلة

وجميعه يومَ السلام الغارُ

إن كان ماضيه الحضارة والعلى

فإلى غدٍ له تَشخصُ الأبصارُ

شبل الألى عمَّت حضارتُهم هدىً

أمماً ولم يمسسُ علاها العار

سطعت بأندلسَ العظيمةِ حُرةً

ومضت وظلَّ عبيدَها الأحرارُ

يستلهمون جمالها وشعارَها

إن أَعوز المستلهمين شعارُ

أمحمدٌ ما كنتَ خامس عاهلٍ يقظٍ

يَهابُ جلاله الفجَّارُ

يا رائداً للمكرمات وحَكمهُ

سِيرَ البطولةِ حولها الإعصار

ماذا اقدِّمُ يومَ عيدِك من حُلىً

وَحلاَكَ زاهيةٌ بها الآثارُ

ليس التمسُّح في الملوك سجيتي

إن صاحَ خلفهمو العفاةُ وساروا

بل للمبادئ وحدَها أزجى لها

ما ترتضي الأحلامُ والأشعارُ

عش مَضربَ الأمثالِ للأُمم التي

عانت ودوَّخَ حظَّها الأشرارُ

يا رُبَّ فردٍ قد يُضِّيعُ أمةً

سواه تَعمرُ حوَله الأعمارُ