يا منطق الموتى إليك هدية

يا مُنطقَ الموتى إليك هدية

من شاعرٍ عملوا على إخراسه

عدَّت مواهبه جنايةَ عصرِه

فتآمروا للحدِّ من أنفاسهِ

وتفننوا في وأدِ كل كريمةٍ

ويتيمةٍ وقفتن على إحساسه

وتعقبوه وطاردوه ففاتهم

ودموعه طفحت بثورةِ كاسه

وأتى إلى المنفى فما رحموا له

فكراً ولا قلباً يُدق بياسهِ

حتى هَرعت إليه تنقذُ وشلةً

بقيت وُترجعه إلى قِرطاسه

وُتعِّنفُ الزمنَ الغشومَ مهذِّباً

لقياسِه بل ضارباً بقياسِه

ومقدّراً غُرر المآثرِ وحدَها

لا حاسداً يختالُ في أدنِاسه

ومُخلصا مثلي الذي يا طالما

أَسدى من الموتى ومن وَسواسِه

جحدت عوارَفهُ وليس لمثله

مهما أُسئ سوى الوفاءِ لناسِه