فدا للعين مني كل عين

فَدا لِلعَين مِني كُل عَين

وَما في الكَون من ذَهَب وَعين

أَرى الظُلماء قَد حجبَت عياني

وَأَجرت مِن دُموعي كل عَين

وَأَلقتني بسجن يوسفىّ

وَحالَت بَينَ أَفراحي وَبَيني

وَأقسم اِن تحقق لي شَفاها

لجدت بِما أَرى في الراحتَين

فَقَد أَصبَحت في حُزن وَأَن

وَقَلبي بَين اِتعاب وَأَين

وَما أَهدت صبا الاِسحار نَوما

اِلى عَين غَدَت في أَسر غين

يقلب في دثار السَقم جِسمي

كَأَني فَوق جمر الحرتين

تخالفت الأساة بطول وَعد

بعللني وَيأس فيه حيني

وَمن فظ يهددني جهارا

بمبضعه المصوب في اليَدين

وَعهدي بِالمياه حياة نَفسي

فَمالي قَد ظَمئت بماء عَيني

فَيا لِلَهِ أَي سَنا وَضوء

أُصيب بكل عادية وَشين

فَهل هي في سَبيلِ اللَهِ غازَت

فَذاقَت بِاللُقا ظُلم الحسين

فَكَم أَمسى بِما أَلقى حَزينا

وَبَينَ النوم معترك وَبَيني

أَبيت وَمؤنسى الخفاش لَيلا

وَحالي مَعه شر الحالتَين

فَذاك بنور عَينيه مهنا

وَلي أَسف بحجب المقلَتين

وَأَبسط لِلظَّلامِ أَكف بثى

وَأَشقى لوعَة بالظلمَتَين

تَراني معرضا عن كل ضوء

فَهَل خاصَمت نور النيرَين

يُنافرني السَنا فَأَفر مِنه

كَأَن الضوء يطلبني بدين

وَأَجنح لِلظَّلامِ جنوح صب

دَنا لِحَبيبِه بِالرقمَتَين

جَزى اللَهُ السِقام جزاء خير

فَقَد هذبنني ونَأَزلن ريني

وَصرت بِما لقيت من اللَيالي

أَفرق بَين ذي صدق وَمين

حرمت مقاصدي َمنعت عما

تَميل لحسنه نفسي وَعَيني

اِذا رمت اِنتِشاق الطَيب يَوماً

وَضعت يدي فوق الحاجبين

وَناهيكَ الطاء سجل كتي

وَتركي لِلحَديث بحسرَتين

وَقَد عفت الأَساة وَعدت أَرجو

طَبيب الكون رب المَشرِقَين

الهي سيدي غوثى رَجائي

عياذي عدتي ومزيل بيني

نعاني أَبيض القرطاس لما

جَفاني اليَوم نور الاسوَدين

وَقَد جفت دواتي وهي تَبكي

لما قد راعها من طول أَيني

وَأَقلامي كم انشقت لأني

حرمت مساسَها بِالاصبَعَين

غَدَوت اليَومَ أَميا وَعَلى

أَقضى من فُنون الكُتُب ديني

فجهلي عبرة وَالسَقم أَخرى

وَعَيني قَد أَرَتني العِبرَتَين

فَلَم لا أَنعى بِالحَسراتِ حالي

وَتَعلو زفرتي لِلفرقَدين