ذري عنك يا ذلفاء طول عتابي

ذَري عَنكِ يا ذَلفاءُ طولَ عِتابي

وَلا تَترُكي داعيكِ غَيرَ مُجابِ

أَحينَ صَفا مِنّي لَكِ الوِدُّ وَالهَوى

يَكونُ ثَوابي مِنكِ شَرَّ عِقابِ

سَعى بي إِلَيكِ الحُبُّ عَزماً عَلى دَمي

فَلِلَّهِ دَرُّ الحُبِّ أَينَ سَعى بي

أُطيلُ وُقوفي مُستَهاماً بِبابِكُم

وَمِن دونِكُم ضيقٌ وَمَنعُ حِجابِ

أَتَيتُكُمُ حَتّى لَقَد صِرتُ شُهرَةً

بِطولِ مَجيئي نَحوَكُم وَذَهابي

فَما لي وَما لِلحُبِّ أَمسى يَقودُني

إِلى المَوتِ حَتّى قَد أَحالَ شَبابي

فَطوبى لِمَن يُغفي مِنَ اللَيلِ غَفوَةً

وَطوبى لِمَن يَهنيهِ سَوغُ شَرابِ

فَإِن كانَ عَيشي كُلَّهُ مِثلَ ما أَرى

لَقَد طالَ فيكُم يا ظَلومُ عَذابي

فَيا لَيَتَ لي يَوماً مِنَ الحُبِّ راحَةً

تُريحُ فُؤادي مِن هَوىً وَطِلابِ

وَقَد كُنتُ مِن هَذا بَعيداً فَساقَني

لَهُ الحَينُ سَوقاً مُؤذِناً بِذَهابي

أَلا كُلُّ شَيءٍ كانَ أَوهُوَكائِنٌ

يَكونُ بِعِلمٍ سابِقٍ وَكِتابِ