قد خفت أن لا أراكم آخر الأبد

قَد خِفتُ أَن لا أَراكُم آخِرَ الأَبَدِ

وأَن أَموتَ بِهذا الشَوقِ وَالكَمَدِ

المَوتُ يا فَوزُ خَيرٌ لي وَأَروَحُ لي

مِن أَن أَعيشَ حَليفَ الهَمِّ وَالسَهَدِ

لمّا أَتاني كِتابٌ مِنكِ يا سَكَني

جَعَلتُه شَبَهَ التَعويذِ في عَضُدي

يا فَوزُ يا زَهَرَةَ الدُنيا وَزينَتَها

أَنضَجتِ قَلبي وَأَلبَستِ الهَوى كَبِدي

ما ضَرَّ قَوماً وَطِئتِ اليَومَ أَرضَهُمُ

أَن لا يَرَوا ضَوءَ شَمسٍ آخِرَ الأَبَدِ

مَن جَاوَرَتهُ جَرى بِالسَعدِ طَالِعُهُ

وَمَن رَآها فَلَن يَخشَى الرَمَدِ

أَمسَت بِيَثرِبَ لا يَأتي لَها خَبَرٌ

وَلا إِذا حَجَّ بَعضُ الناسِ مِن بَلَدي

إِنّي أُعيذُكُمُ أَن تَطلُبوا بِدَمي

يا أَهلَ يَثرِبَ أَهلَ النُسكِ وَالرَشَدِ

تَتَبَّعَ الحُبُّ روحي في مَسالِكِهِ

حَتّى جَرى الحُبُّ مَجرى الروحِ في الجَسَدِ