وصلت فلما لم أر الوصل نافعي

وَصَلتُ فَلَمّا لَم أَرَ الوَصلَ نافِعي

وَقَرَّبتُ قُرباناً فَلَم يُتَقَبَّلِ

بَلَوتُكِ بِالهِجرانِ عَمداً وَإِنَّني

عَلى العَهدِ لَم أَنقُض وَلَم أَتَبَدَّلِ

وَعَذَّبتُ قَلبي بِالتَجَلُّدِ صادِياً

إِلَيكِ وَإِن لَم يَصفُ لي مِنكِ مَنهَلي

فَلَمّا نَقَلتُ الدَمعَ مِن مُستَقَرِّهِ

إِلى ساحَةٍ مِن خَدِّ حَرّانِ مُعوِلِ

وَأَظلَمَتِ الدُنيا عَلَيَّ بِرَحبِها

وَقَلقَلَني الهِجرانُ كُلَّ مُقَلقَلِ

عَتَبتُ عَلى نَفسي وَأَقبَلتُ تائِباً

إِلَيكِ مَتابَ المُذنِبِ المُتَنَصِّلِ

فَما زِدتِني إِلّا صُدوداً وَغِلظَةً

وَقَد كُنتُ عَن دارِ الهَوان بِمَعزِلِ

فَوَاللَهِ ما أَدري أَأَشكوكِ دائِباً

لِآخِرِ ما أَولَيتِني أَو لِأَوَّلِ