إن زار من علوة الخيال

إن زار من علوة الخيال

تناقص الوجد والخبال

وإن تناءت عنّا دلالا

فحبّذا ذلك الدلال

حوراء في طرفها اعتلال

سمراء في قدّها اعتدال

تغزّل المقلتين منها

والجيد يحكؤيها الغزال

صامتة الحجل ذات وجه

يشرق من ضوئه الحجالُ

لي من سنا ثغرها اهتداء

ومن دجى شعرها ضلالُ

دع ما يقول الوشاة فيها

فعثرة الحب ما تقال

يا منزلا فيه ودّعتني

جمل وسارت بها الجمالُ

لا برد الظل بعد طل

فيك ولا اعتلت الشمالُ

ملية بالمطال أقضي

من قبل أن ينقضي المطالُ

لي النوى والصدود منها

ومن حسام الدين النوالُ

عتاد من ماله عتاد

ومال من ماله مآلُ

يسأل منه العفاة خرقا

ما ضاع في سمعه سؤالُ

أنال لما نال المعالي

ونال قوم فما أنالوا

دواء قصاده لهاه

وداء حساد عضغالُ

يعشق بذل السماح عشقا

ما فيه صدّ ولا ملالُ

تمطرنا كفه سجالا

من الغنى بعدها سجالُ

ذو عرض ضائع وعرض

هذا مصون وذا مذالُ

بشرّني بالسماح منه

بشر له رائق زلالُ

جانب أقواله وأرضا

يحلها المحل والمحالُ

ما صال إلا أبصرت ثبتا

تعنو لآرائه النصالُ

لخيله كل يوم حرب

من دم أعدائه نعالُ

يلين مستعطفا ويقسو

ففيه مع عفوه نكالُ

رق له مدحنا فراقت

لنا سجاياه والخلالُ

من معشر لو سموا بفخر

وطاولوا النيرات طالوا

هم إذا سوا جلوا بحار

تطمي وإن حولموا جبالُ

أليت بالقاصدين شعثا

مِنَّي وما ضمنت ألالُ

كأنما في الجبال منها

وقد فلين الفلا جبالُ

إنك آل الوحيد منا

يا من سواه في العين آلُ

والملك والدين لا مراء

أمينه أنت والكمالُ

لا زال يفدى علاك غمر

يمينه في العلا شمالُ

ذاك ثماد لمن رآه

وأنت للمرتجى ثمالُ

نداه قول بلا فعال

وأنت يتلو القول الفعالُ

فاسمع بها جزلة المعاني

بديعة سحرها حلالُ

واحدة في القريض عنها

تقصر السبعة الطوالُ

بقيت ما ضاحكت رياض

جفون سحب لها انهمالُ