إن ضن جفنك أن يجود بمائه

إن ضنَّ جفنك أن يجود بمائه

فالقلب موقوف على برحائهِ

يا عاذلي دعني أكابد لوعتي

لج الغرام ولست من أكفائهِ

قل للحبيب الهاجري طيب الكرى

عن مغرم متفرد ببلائهِ

قف بالطول على اللوى وسل الحمى

أني سرت عيس النوى بظبائهِ

الفاتنات لحاظهن عقولنا

النائبات من اللبيب ذكائهِ

يا هند جوديَ بالوصال على فتى

نار الهوى والشوق في أحشائهِ

صدق المودة للحبيب مصافيا

فازوَّر عنه وصار من أعدائهِ

فنفى الكرى عن مقلتيه فراقه

من بعد ما قد كان من خلفائهِ

رشأ عليه من الجمال مهابة

فالبدر يخجله سني بهائهِ

يصمي القلوب بقده في خده

ورد يعلّ من الشباب بمائهِ

ما يوسف في الحسن من أشكاله

والشمس ليست فيه من نظرائهِ

لو أن رضوى صافحته يمينه

لصبا إليه وصار من أسرائهِ

فبمن الوذ والتجي من جوره

ليصده عن مستمر جفائهِ

ويجيرني من صده وملاله

وبعيد عذبا من لذيذ صفائهِ

فإلى همام الدين أكرم ماجد

ورث العلى والمجد من آبائهِ

صممت عزمي والرجاء يحثني

طلبا لصاف من لذيذ إخائهِ

بطل برد القِرن صدر حسامه

يوم الوغى متضرجا بدمائهِ

وإذا ألم به مؤمل رفده

سبق السوال له جزيل عطائهِ

أصفيته ودّي وبحت بحبه

إذ لا يلذ متيّم بخفائهِ

فأسلم همام الدين ما هب الصبا

وسرت جيوش الصبح في ظلمائهِ

وتهن من شهر الصيام بنعمة

في صومه وصلاته ودعائهِ