بشرك عن نيل المنى معرب

بشرك عن نيل المنى معرب

وأنت في بذل الندى مغربُ

يا قمرا راحته مزنة

وخلقه حمى معشبُ

أنت الحيي الأريحي الذي

بحر يديه العدّ لا ينضبُ

أنت المطاع الماجد المجتبي

أنت الشجاع البطل المحربُ

أنت الهمام اليقظ المجتدي

والمستماح الحوّل القلّب

أنت الذي أفعاله أنجم

في أفق العلياء ما تغربُ

أنت ربيع ربعه دائما

للوفد مجاج الثرى مخصبُ

أنت الذي يحلو لسؤاله

سماح كنيه ويستعذبُ

أنت الذي يسهل منك الذي

قد كان من غيرك يستصعبُ

أنت الذي ترغب في حمدنا

أضعاف ما في جوده نرغبُ

أنت إذا اسود الدجى راهب

وأنت ما أبيض الضحى مرهبُ

أنت شهاب ثاقب نوره

في ظلمة الخطب فمن مصعبُ

ما أنت بالجهم المحيّا ولا

غيم جهام برقة خلبُ

يا مزنة الجود الذيب سيفه

على العدا صاعقة تلهبُ

كم أسد أرداه في مأزق

بطعنة من رمحك الثعلبُ

هذا وكم من مقنب رعته

بحملة فانهزم المقنبُ

يا خير من تجري به في الوغى

جرد كسيدان الغنا شربُ

يا من يناديه يشام الندى

ويا من الخائف والمذنبُ

بضائع الشعر وإجلابه

يوما إلى غيرك لا تجلبُ

فيا أبا الفضل البعيد المدى

أنت لطلاب الندى مطلبُ

تاهت بك الدولة يا شمسها

فدمت ما لاح دجى كوكبُ

كم أسلفتني منة منة

عذراء بكرا يدك الثيّبُ

كأنما عصرك من حسنه

لا ذهبت أيامه مذهبُ

عشت الذي عاش شعيب فمن

رام مدى أحرزته أشعبُ

ودمت في عزوفي منعةٍ

ما تطلع الشمس وما تغربُ