سقى دار سعدى باللوى وسعاد

سقى دار سعدى باللوى وسعاد

عِهاد من الوسمي بعد عِهادِ

وروض مغناها الأريض ولا ونت

تراوحه ريح الصبا وتغادي

وأخصب من جوِ جواي بأرضه

وطاب مرادا في حماه مرادي

وقاضية بالظلم لولا اعتدالها

وجور هواها ما أقضى وسادي

خلية قلب من غرامي ولوعتي

وراقدة عن عبرتي وسهادي

ممنعة تاهت بميض مبسم

ومسوّد فود شاب منه فؤادي

لها مقلة كحلاء أودت بمغرم

له مقلة لم تكتحل برقادِ

أصافي عليها عليا ذرى وأوده

واخصم فيها عاذلي وأعادي

فيا ظمء قلبي والمناهل جمة

إلى عذب ماء بالعذيب برادِ

أبيت عليه حائما متلدّدا

وأصبح حران الجوانح صادي

أصعد أنفاسا حرارا كأنما

لهن على الأحشاء وخز صعادِ

تحرمه دوني إذا رمت ورده

بوارق بيض بالدماء ورادِ

وما ذاك خوف من توعَّد قومها

وإني لجلد عن كل جلادِ

ولكن إذا استعبدت في الحب لم تهب

ولو كنت قرن الحارث بن عبادِ

سألفى مضيعا من أضاع مودتي

واحفظ حرا حافظا لودادي

منيع الحمى والجار يطرف مادحا

بما اعتدّه من طارق وتلادِ

علت يده ما اسود جنح من الدجى

فما خلقت إلا لبيض أيادي

ومن كسماح ابن الدوامي إن غدا

وراح لرفد مبدأ ومعادِ

أب يالفرج الفراج بالبذل للهى

كروبا عن الصافين جد شدادِ

لقد غمرتنا من أياديه أنعم

نيسنا بها معنا وكعب أيادِ

أجدت مديحي فيه لما رأيته

جواج عريق المجد نجل جوادِ

يروع ويغدو منعشي بعوارف

كصوب سوار حفل وغوادي

وما زال سباقا إلى كل غاية

مداها على طلابها متمادي

فحاضر جدوى راحتيه لحاضر

وبادى نداه المستماح لبادي

وفي بعهد الخل أضحت خلاله

كزُهر سماء أو كزَهرة وادي

عتاد لمن يأوي إليه وعدة

فشكرا له من عدة وعتادِ

يحب ادخار الحمد علما بأنه

أجل ادخار للكريم وزادِ

تحمل أعباء المكارم والعلى

وساد برأي محكم وسدادِ

وغر مساع كالنجوم منيرة

تضيء وليلات الخطوب دادي

إذا ذمت الأنواء قالت عفاته

حماد لنوء في يديه حمادِ

ساهدى إليه ما بقيت قصائدا

إذا انشدوها بأن نقص زيادِ

مهذبة الألفاظ من نسج خاطري

يغنّي بها حاد ويطرب شادي

علت عن بني الأشعار قدرا ولن ترى

ربى أرض واد تستوي بوهادِ

وما الليل كالصبح المنير ضياؤه

ولا ماء بحر غامر كثمادِ

فدام رهيف الحد ما لمع الضحى

وما لبس إلا ظلام ثوب حدادِ