نبهني والنجم قد غارا

نبهني والنجم قد غارا

والصبح ما أسفر أسفارا

مهفهف شعشع من خده

نورا ومن خمرته نارا

قد حل زرّ النوم عن جفنه

وشد فوق الخصر زنارا

وقام من رقدته سحرة

بطرفه الفاتر سحارا

يبدي على غصن لجين ند

وجهاله يحسب دينارا

له عذارؤ مذ بدا نبته

أقام لي في الحب أعذارا

يصبحني عانية أنفدت

دنانها في العمر أعمارا

في روضة أضحك منها الحيا

بدمعه الهاطل أزهارا

قد عانق المخضّر من نبتها

جدا ولا زرقاً وأنهارا

وانحلّ خيط الطلّ فيها ضحى

يبل للزهرة نوارا

فالورد غض خجل ولندى

في مقل النرجس قد حارا

والريح قد نبت بنمامها

وهنا وابدت منه اسرارا

ينسي بها الطير على عوده

إذا شدا عودا ومزمارا

انظر إلى السحب التي حسنت

لأرضها زهرا وأشجارا

تجديد الصاحب في فعلها

بمعدم أحسن آثارا

المؤثر الندب الذي لم يزل

يدرك من أعدائه الثارا

والمورد المصدر يا رب لا

تعدمه إيرادا واصدارا

وواحد الملك الذي ما رأى

مثلا له كسرى ولا دارا

لا تسع الدنيا له همّةً

ولاترى الأرض له دارا

عار من العار ولبس الخنا

قار إذا الليل حكى القارا

كم مد بالجبر كسيرا وكمم

دوخ بالسطوة جبارا

أغار في الطيب على عرضه

ان يشبه المندل والغارا

أشجع من يخطر بالرمح في

يوم وغى أسمر خطارا

وخير من تحمل أسيافه

عنا حمالات وأخطارا

مؤيد الإسلام يا من غدا

كالدهر نفاعا وضرارا

ويا أبا الفضل الذي فضله

قد طبق الأرض وقد سارا

يا ليث حرب لم يزل جوده

يخجل صوب الغيث مدرارا

عمرك للناس ربيع إذا

عصور قوم كنّ أعصارا

أقسمت لا جار زمان على

مضطهد بت له جارا

البستني النعمى وخولتني

مكارما عونا واَبكارا

فسوف آتيك بها شردا

حواضرا عندك سفارا

تحسبها الأقمار في سيرها

وذكرها الخالد أقمارا

بقيت تفدٍ الدهر في نعمة

باقية صوما وإفطارا