وغادة كالغصن المياس

وغادة كالغصن المياس

تبسم عن مثل حباب الكاسِ

مولعة بالصد والشّماسِ

ترق خدا والفؤاد قاسي

ما لأساي غيرها من آسي

قد شردتعن مقلتي نعاسي

وصيرت ثوب الضنى لباسي

ووكلت قلبي بالوسواسِ

لها قوام كقضيب آسى

ولحظات جؤذر الكناسِ

دارية الأردان والأنفاس

لو أنها تنصف أو تواسي

قاست من اللوعة ما أقاسي

بكت لشيب ضاحك في راسي

كفي فقد كفيد الإفلاس

عني بجود جل عن قياس

محمد طود الحلوم الراسي

فها أنا اليوم لشيبي ناسي

محيي ربوع الكرم الأَدراسِ

ذو راحة كالعارض الرجّاسِ

وغرة غراء كالنبراسِ

مشرقة في ظلم الأعباس

زاكي النجار طاهر الأغراس

رحب الذراع محصد الأمراس

راجيه لا يعرف شخص الياس

وحاكم بالعدل والقسطاس

بناؤه والدهر على الأساس

تخافه الأساد في الأخياس

رب الجفان الغر والعساس

مالئها مفرغ الأكياسِ

ذو منكب عار من الأدناس

ومن ثياب الحمد حال كاسي

أقلامه في ساحة القرطاس

يجرين بالأنعام والأباسِ

آراؤه أهدي من الأقباس

في ليل خطب مشكل الألباسِ

يا عضد الدين الشديد الباس

لدى حروب صعبة المراس

في كل يوم أيوم عماس

أعيذ علياك برب الناس

من كل وسواس لها خناس

أطلقتني من ربقة الأفلاس

ومن لقاء كل فدم جاس

فصاب مدح لحز بخاسِ

هجوى له من نزه الجلاسى

يا طود عز ليني العباس

يرتد عنه الطرف وهو خاسي

أيامها في الحسن والإيناسِ

عندك كالأعياد والأعراس

يا ابن الملوك السادة الرّواسِ

يا خير خرق منعم مواسي

تزجي إليه العيسى بالأحلاسِ

خذها كنوار الثرى المغاس

ورقة الشمالفي الأغلاسِ

أفصح من شعر أبي نواس

وفارس النظم أبي فراسِ

واسلم ودم وابق على الأحرامي

للملكوالحاسد للأتعاسِ