يد المولى أبي الفضل الجواد

يد المولى أبي الفضل الجواد

سفوح المزن تهزأ بالغوادي

هو البحر الذي أضحى يروي

بماء البِشر غلّة كل صادي

تراه إذا الخطوب السود مدَّت

على الآفاق بدر ندى ونادي

حريا بالمكارم والعطايا

جرىء القلب واليد والفؤادِ

يذوب سماح كفيه فيغني

بواكفه عن الأيدي الجمادِ

له قلم تقصّر عن مداه

أنابيب المثقَّفة الصّعادِ

إذا أجراه فوق الطرس يوما

جرى قمنا بأَرزاق العبادِ

فتى الكرم الذي تمت وعمّت

فواضله الحواضر والبوادي

ورب العزم يبعثه فيلفى

أحدّ من الصَّقيلات الحدادِ

يشيّعه برأي أخي حروب

بعيد مدى العلى وأرى الزنادِ

فقيس الرأي أما ناب خطب

وقُمر في خطابتهِ الأيادي

ومعروف ببذل العرف فينا

وتتميم الصنائع والأيادي

إذا أسدى الندى كرما لوفد

تداركه بإحسان معادِ

حليف مكارم وخدين مجد

وخل سيادة واخو سدادِ

عهدناه إذا الأنواء ضنت

بسقياها أبر من العهادِ

الذ من الشفاء إلى سقيم

وأحلى في العيون من الرقادِ

طروب حين تسمعه ثناء

ضروب للجماجم والهوادي

خليق بالمواهب والعطايا

طليق الوجه في النوب الشدادِ

لنا في ربعه مرعى خصيب

نمير ماؤه خضل المرادِ

إذا نزلت به الروّاد يوما

فقولهم حمادِ له حمادِ

ومضطلع بأمر الملك يرعى

رعيته بحزم واقتصادِ

تراه حمى طريد يوم سلم

مبيح حمى العدا يوم الطرادِ

إذا جمع البخيل لهاه ضنا

بها بذل الطريف مع التلادِ

يعد لكل معركة تنادي

فوارسها بداهية نآدِ

أسود وغى على صهوات جرد

كسيدان الغضا عند الجلادِ

كمال الدين قد أصبحت أندى ال

ورى كفا وأمرع سيل وادي

خلالك كالنسيم الرطب لطفا

ونى سحرا وكالشبم البرادِ

لقد أصبحت ماء للموالي

ونارا ليس تخبو للمعادي

أتاك الصوم يؤذن أن ستبقى

بقاء لا يجيب إلى نفادِ

فدم واسلم على رغم الأعادي

طويل الباع جوّال النجادِ

بجد في علو وارتقاء

ومجد في نمو وازديادِ