أغض جماح الوجد بين الجوانح

أَغُضُّ جِماحَ الوَجدِ بَينَ الجوانِحِ

بِدَمعٍ مِنَ العَينِ الطَّليحَةِ سافِحِ

وَإِن هَبَّ عُلويُّ الرِّيِاحِ تَطَلَّعَتْ

نَوازِعُ مِن شَوقٍ عَلى الصَبِّ جامِحِ

كَأَنَّ التِوائي مِن جَوىً وَصَبابَةٍ

تَرَنُّحُ نَشوانٍ مِنَ السُّكرِ طافِحِ

حَنَنتُ إِلى وادي الغَضَى سُقِيَ الغَضَى

حَيا كُلِّ غادٍ مِن سَحابٍ وَرائِحِ

أكُرُّ إِلَيهِ نَظرَةً بَعدَ نَظرَةٍ

بِطَرفٍ إِلى نَجدٍ عَلى النَّأْيِ طامِحِ

وَلَمّا جَزَعنا الرَّملَ قال لَنا السُّرى

أَلا رَفِّهوا عَن ساهِماتٍ طَلائِحِ

فَنِمنا غِشاشاً ثُمَّ ثُرنا مِنَ الكَرى

إِلى كُلِّ نِضوٍ لاغِب الصَّوتِ رازِحِ

وَقَوَّمتُ مِن أَعناقِها عَن ضَلالِها

بِأَرجاءِ عُريانِ الطَّريقَةِ واضِحِ

وَقَد كَلَّفَتني دُلجَةَ اللَّيلِ غادَةٌ

شَبيهَةُ خِشفٍ يَتبَعُ الأُمَّ راشِحِ

وَتوردُني وَالشَّمسُ ذابَ لُعابُها

وَقائِعَ تَحكيها مُتونُ الصَّفائِحِ

فَطَوْراً أَجوبُ الأَرضَ فَوقَ مَطيَّةٍ

وَطَوْراً عَلى ضافي السَّبيبَةِ سابِحِ

وَأَبكي بِعَينٍ يَمتَري عَبَراتِها

تَبَسُّمُ بَرقٍ آخرَ اللَيلِ لائِحِ

وَقَلبي إِذا ما عاوَدَ البُراءَ هاضَهُ

بُكاءُ حَمامٍ يَذكُرُ الإِلفَ نائِحِ

وَهَيفاءَ نَشوى اللَّحظِ وَالقِدِّ وَالخُطا

غَذيَّةَ عَيشٍ في الشَّبيبَةِ صالِحِ

تَلَفَّتُ نَحوي في اِرتِقابٍ وَخيفَةٍ

تَلَفُّتَ ظَبيٍ في الصَّريمَةِ سانِحِ

أَصابَت فُؤادي إِذ رَمَتني مُشيفَةً

عَلى طَمَحاتٍ مِن عُيونٍ لوامِحِ

وَقَد عَلِمَت أَنَّ الرَمِيَّ بَقاؤُهُ

قَليلٌ بِسَهمٍ بَينَ جَنبَيهِ جارِحِ