النجح تحت خطا المهرية النجب

النُّجْحُ تَحْتَ خُطا المَهْرِيَّةِ النُّجُبِ

وَالعِزُّ فَوْقَ ظُبا الهِنْدِيَّةِ القُضُبِ

وَالعَزْمُ يُوقِظُ داعِي الحَزْمِ نائِمهُ

وَهَل تَدورُ الرَّحَى إلا على القُطُبِ

فَما الثَّواءُ بِأَرْضٍ لِلْمُقيم بِها

إِلى الهُوَيْنى حَنينُ الوُلَّهِ السُّلُبِ

أَقْذَى الزَّمانُ بِها شِرْبي وَرَنَّقَهُ

ماذا تُريدُ اللَّيالي مِنْ فَتىً غُرُبِ

مَتى أُرَوِّي غَليلَ السُّمْرِ مِنْ ثُغَرٍ

يَمِدْنَ فيهنَّ كَالأشْطانِ فِي القُلُبِ

فَهُنَّ أَزْوَيْنَ إِبْلي وَالمِياهُ دَمٌ

وَقَدْ تَوَشَّحَتِ الغُدْرانُ بِالعُشُبِ

أُزْهَى بِنَفْسي وَإِنْ أَصْبَحْتُ في مُضَرٍ

أَلْوي على العِزِّ مِنْ بَيْتي قُوى الطنُبِ

فَالعُودُ مِنْ حَطَبٍ لولا رَوائِحُهُ

وَالنَّخْلُ تُكْرَمُ لِلأَثْمار لا العُسُبِ

وَقَدْ جَعَلْتُ مَرادَ الطَّرَفِ غَيْر مَهاً

يَهْزُزْنَ في المَشْي أَغْصانَاً على كُثُبِ

إِنَّ العُيونَ عَنِ العَلْياءِ نابِيَةٌ

وَمَسْرَحُ العَيْنِ مِنّي مَسْبَحُ الشُّهُبِ

هِيَ الّتي لا تَزالُ الدَّهْرَ ناظِرَةً

إِلى عُلاً وَلِسُؤَّالٍ وفي كُتُبُ

وَقَدْ شَكَتْ فَشَفاهَا اللهُ وَارْتَجَعتْ

لَحْظاً أَحَدَّ مِنَ المَأْثُورَةِ الرُّسُبِ

وَالشَّمْسُ تَرْنو بِعَيْنٍ لا يُغَيِّضُ مِنْ

أَنْوارِها ما يُوارِيها مِنَ السُّحُبِ

وَالمَشْرَفِيّةُ لا تَنْبو مَضارِبُها

فيها المَضاءُ وَإِن رُدَّتْ إِلى القُرُبِ

فَأَصْبحَ المَجْدُ مَسْروراً بِعافِيةٍ

أُلاعِبُ الظِّلَّ في أَثْوابِها القُشُبِ

وَأَشْرَقَ الدَّهْرُ حَتّى خِلْتُ صَفْحَتَهُ

تُقَدُّ مِنْ وَجَناتِ الخُرَّدِ العُرُبِ