الدهر في حالتي جمع وتفريق

الدهر في حالتي جمع وتفريق

وللمنيّة حكم غير مسبوق

وللجديدين في ترديد كرهما

سعد ونحس بتحقيق وتوفيق

لا شيء أعجب من حاليهما وهما

لا يبليان ويبلى كل مخلوق

لله ذلي ولا للناس في طلي

قوتي كذلّة عشيق لمعشوق

وهم مجدّون في منعي على كلفي

وحسن علمي بأنواع المخاريق

وما سكنت إلى بغداد مفتتحا

باب المعيشة عن جهل ولا موق

بل عاقني حنف الرجلين عن طلبي

وجه المعاش بتغريب وتشريق

بغداذ دار لأهلِ المال طيبة

وللمفاليس دار الذل والضيق

سكنت فيها بأرض الخلد في وطَن

لآل ساسان في قوم مداليق

في مدّة حلفَت فيها السماء لنا

ان لا نرى الشمس فيها رأي تحقيق

فأقسم الغيم من حرفي ومن نكدي

أن لا يفتّر عن غمّي وتعويقي

دار النعيم ولكن أهلها عدلوا

عن العلوم إلى سخف وتصفيق

أمسيت فيها مضاعا بين ساكنها

كأنّني مصحفٌ في بيت زنديق