سألت عن العمى قوما ظرافا

سألتُ عن العمى قوما ظرافاً

من العميان قد ملكوا البراعه

فقالوا محنة فيها ثواب

على كره وظاهرها بشاعه

فقلت لشيخهم همّام زدني

فقال هو السبيل إلى الوضاعه

فقلت صدقت ذا في الفرد منهم

فقال كذبت هذا في الجماعه

إذا أبصرت أعمى فيه خير

فقد ترك الخبيث ردي طباعه

ونافق فاجتنبه فذاك ذئب

له في كل مخزية بضاعه

فقلت وما الدليل فقال هذا

لأنّ الشحذ عندهم صناعه

فمن نظم القريض سمعت شعرا

ركيكاً تكره الأذن استماعه

ومن صلى بقوم أو تقرّا

فغثّ يشتكي أبدا مجاعه

وقصّاصُ الأضِِرّا فأر سجن

تواصوا في المكارم بالإضاعه

ومن أوما إلى التعليم منهم

فقد جمع الوضاعة والرقاعه

إذا شفع الرسول لكلّ عاص

فما ترجو الأساطلة الشفاعه