محب أذاع الدمع ما في ضميره

محبّ أذاع الدمع ما في ضميره

ونصّت عليه بالبكاء جفونه

يراعي بعين الفكر من فرط وجده

لمحبوبه ما عن سواه يصونه

يعار على ما استوطع القلب من هوى

فيطويه في سرّ طوته شجونه

رعَى من رياض الحبّ ما ليس واحدا

إليه سبيلا من غرام يخونه

صفا شربه فاستغنم الريّ جاهداً

وليس له غير البكاء يعينه

وحُقّ له حتّى رأى غير واحد

أشار إليه باليقين يقينهُ

تفرّد بالأسقام فيما يجنّه

فصار نحيلا والنحول يزينه

حمى النوم عينيه التحمّل مؤرقا

لعيونه ولحاظه وجفونه

إذا استأنف الألاف بعض نعيمهم

وأبى المحبّ لمن يحبّ يهينه

ترى يده اليسرى إذا الشوق شفه

على كبد حرّى يزيد أنينه