مناسب الناس تخفى في مغارسهم

مناسب الناس تخفى في مغارسهم

سرّا ويعرض فيها الشك والريب

فإن تعالى رجال في مناسبهم

ترفعا فالمحلّ الدين والأدبُ

قد يمزج الفضّة البيضاء صائغُها

لعلة ويغش المسك والذهب

فكيف يسلم من في طبعه شره

وذكره وهواه اللهو والطرب

ترى البعير سليما ظهره دبر

غطاه عن ناظريك الحلس والقتب

هذا دليل على ما بتّ أرمزهُ

عن معشر فيهم التشنيع والشعف

طالت لياليهم في الغي واصطلحوا

على القبيح فضاع العلم والأدب

وحملة الأمر إن جاءت مقنعة

تومي إليك بمحض الحب فالهربُ

دعها وخفها وبادر ولتكن حذراً

أدنى خطاك إذا فارقتها حلبُ

فإنها الذئب والأفعى معقربةٌ

فيها الصداع وحمّى الروح والجربُ

واصطفي بالعلم والأدب

ناطق بالزور والكذب

ومعير مدح ذي شرف

عن بخيل واهن السبب

أيها المشتف في نسبي

منك لا من خسّتي عجبي

كلما فتشت عن نسبي

لم تجد شيئا من النسب

إن يكن في الناس لي حسب

فهو معدول عن العرَب

نعمتي كلبيّة ويدي

خلقت للأكل والطلب

سؤددي سخف ومكتسبي

بمخاريقي ومضطربي

ونوالي غير منتظر

كيف يرجى النيل من عطب

أحتف الرجلين محتقر

ساقط في الناس ذي ذنبِ

كل هجو قيل في رجل

فهو في عرضي وفي حسبي