وما زالت بنو شيبان تبغي

وما زالت بنو شيبان تبغي

وعفو البغي مصرعه وخيم

إلى أن جاءها قدرٌ متاحٌ

فأسلمها المحاور والحميم

فاضحت فوق ظهر الأرض صرعى

تغطّيها الكواكب والنجوم

وأسرى في حبال الذل فيهم

على سغب ومعطشة كلوم

وأصبح مالها نهبا وطاحت

بنوها والظلوم له غشوم

ترىذكرت بنو شيبان قولي

لهم كفّوا فإنّ الظلم لوم

وأطمعها كرور السعد حتّى

تمادت والبلاء له هجوم

فأوسعها الأمير رخا وحلما

فقد ندمت وما ندم الحليم

وأفرشها بساط السلم حتّى

على طغيانها نغل الأديم

دعت ليلا لها صنما فصمّت

وما سمعت كما سمعت تميم

ووافاهم عساكر

كأن مسرها السيل العريم

وكم من جحفل يسعى إليهم

وأوسعها من الشرّ الخصوم

وفرّ وفارسها المرجّى

فرارا لا يسرّ به كريم

وما منهم أسير أو قتيل

تبكّيه اليتيمة واليتيم

لقد نعمت بنو شيبان دهرا

براذان وطال بها النعيم

فلم تشكر لمولاها وتاهت

فأسلمها إلى العرض الغريم

وأوسعت البلاد أذى وشرّا

فأوسعها من الشر الخصوم

أبوا للضّيف حقا واستهانوا

بجارهم ويحذرهم فطيم

فهاجوا في الحرام ولم يذمّوا

لحيّ والذمام هو الحريم

قست منهم قلوبهمُ وشحّوا

وما رحموا فليس لهم رحيم

أيخطب لابن عروة وهو لصّ

مغيرٌ إن ذا خطب عظيم

وهيهات السلامة كل يوم

وإن غرّوا أخا جهل يدوم

بنو شيبان كانت في نعيم

يلوذ بها المجاور والحميم