يا بيت عاتكة الذي أتعزل

يا بَيتَ عاتِكَةَ الَّذي أَتعزَّلُ

حَذَرَ العِدى وَبِهِ الفُؤادِ مُؤَكَّلُ

أَصبَحتُ أَمنَحُكَ الصُدودَ وَإِنَّني

قَسَماً إِلَيكَ مَعَ الصُدودِ لأَميَلُ

وَلَقَد نَزَلتَ مِنَ الفُؤادِ بِمَنزِلٍ

ما كانَ غَيرُكَ والأَمانَة يَنزِلُ

وَلَقَد شَكَوتُ إِلَيكَ بَعضَ صَبابَتي

وَلما كَتَمتُ مِن الصَبابَةِ أَطوَلُ

فَصَددتُ عَنكَ وَما صَدَدتُ لِبغضَةٍ

أَخشَى مَقالَةَ كاشِحٍ لا يَعقِلُ

هَل عَيشُنا بِكَ في زَمانِكَ راجِعٌ

فَلَقَد تَقاعَسَ بَعدَكَ المُتَعَلِّلُ

إِنّي إِذا قُلتُ استَقامَ يَحُطُّهُ

خُلفٌ كَما نَظَرَ الخِلافَ الأَقبَلُ

لَو بِالَّذي عالَجتُ لينَ فؤادِهِ

فَأَبى يَلينُ بِهِ لَلانَ الجَندَلُ

وَتَجَنُّبي بَيتَ الحَبيبِ أَوَدُّهُ

أُرضي البَغيضَ بِهِ حَديثٌ مُعضِلُ

وَلَئِن صَددتُ لأَنتَ لَولا رِقبَتي

أَهوى مِن اللائِي أَزورُ وَأَدخُلُ

إِنَّ الشَبابَ وَعَيشَنا اللَذَّ الَّذي

كُنّا بِهِ زَمَناً نُسَرُّ وَنَجذَلُ

ذَهَبَت بَشاشَتُهُ وَأَصبَحَ ذِكرُهُ

حَزَناً يُعَلُّ بِهِ الفؤَادُ وَيُنهَلُ

إِلا تَذَكُّرَ ما مَضى وَصَبابَةً

مُنِيَت لِقَلبِ مُتَممٍ لا يذهَلُ

أَودى الشَبابُ وَأَخلَقَت لَذَّاتُهُ

وَأَنا الحَزينُ عَلى الشَبابِ المُعوِلُ