أتاني فأحياني وحيا أحبتي

أتاني فأحياني وحيا أحبتي

نظام أخ إن غاب حلَّ بمهجتي

أراه بعين القلب إن غيب النوى

محياه عني فهو عندي بحضرتي

أحب إلى قلبي من الناس كلهم

صحبت هواه من زمان طفولتي

وصاحبته شاباً وكهلاً ولم تزل

مودته تنمو إلى آن شيبتي

سليل الأولى حَلُّواً من المجد والعلى

محلاً سما فوق السماء برتبة

هم آل يحيى بن يحيى وحبذا

أناس هم في الناس صفوة صفوتي

وقد أنجبوا عين الأنام محمداً

فيا حبذا فرع الأصول الزكية

وفاء وخلق كالرياض وهمة

تناطح آفاق السماء العلية

أتاني نظام منك لا زلتَ ناظماً

لشمل المعالي خصلة بعد خصلة

فإنك قد حزت الكمال جميعه

وصرت إماماً في الوفا والمروءة

وما زال ذكرى كل يوم وليلة

سجاياك لما نلت كل فضيلة

فسامح أخاً لا يخلق الدهر وده

وهل تخلق الأيام ثوب مودتي

على أنه قد مازج القلب حبكم

فأنت إذا روحي وغاية منيتي

وحبكم في القرب والبعد واحد

ولكنني أهوى أراك بمقلتي

وهنأتني بالعيد لا زلت عائداً

على الكل في خير وأكمل صحة

وعذرك مقبول وحاشاك لم تكن

تعاملني ما عشت يوماً بجفوة

فإن الوفا طبع لذاتك خلقة

وخلق وهذا لم يكن في الخليقة

بقيت بقاء الدهر يا طيب الإِخا

ودمت قرير العين في خير نعمة