أهلا بنظم كالرحيق السلسل

أهلاً بنظم كالرحيق السلسل

وافى سؤال من ذكى مقول

كيف اقتصاص الرب للجمّا من ال

قرنى وكل منهما لم يعقل

والعقل في التكليف أمر لازم

فاكشف لنا عن صبح ليلٍ أَلْيَلِ

فاعلم هديت للرشاد إنه

قد صح ذا عن النبي المرسل

وإنه حتم به إيماننا

من غير تأويل ولا تستشكل

ويجوز أن لها بتلك مداركاً

خلقت لها حقاً من الرب العلي

أَوَليس تعرف ضرها من نفعها

فانظر إلى أحوالها بتأمُّلِ

لا مانع عن قصدها في نطحها

بقرونها أضرارها بالأعزل

وتذودها عن قوتها ووردها

يوماً إذا وردا مياه المنهل

بل قال قوم إنها قد كلفت

ولكن بها من حبسها من مرسل

وعليه في الأنعام جاءت آية

دلت لما قالوه بالنص الجلي

وكذاك في الإِسراء قال إلهنا

كل يسبحه بغير تأول

دفَع التأوُّلَ قولُه مستدركاً

لا تفقهون فخلِّه في معزل

وكذا أتى في الحج كلٌّ ساجد

فاتْلُ الكتاب تلاوةً بترتل

وانظر خطاب النمل هل تر مثله

إلا لذي لب ذكي أكمل

هذا هو التحقيق لا ما قاله ال

كشاف في تأويله للمنزل

وكذا الحديث أتت بذاك أدلة

ما بين متصل هناك ومرسل

فَلِقُدْرَةِ الرحمن جل جلاله

سِرٌّ وإن كنا له لم نعقل

فاذعن لما قد جاء غير مؤوِّل

واسلك على نهج الطراز الأول

صَحْبِ الرسول فإنهم قد أذعنوا

ورأوه حقاً ليس بالمستشكل

أغناهُم إيمانهم ويقينهم

عن درسهم لمطول أو طول

وأقول في دفع السؤال لمن أبى

هذي الطريقة في زوال المشكل

تأويل هذا الاقتصاص بأنه

مثل وليس يراد غير الأمثل

أعني المكلَّفَ فالحديث عبارة

عن ظالم في حكمه لم يعدل

وأراد بالقرناء كل مسلط

وأراد بالجماء كل مُكبَّل

من باب قسم الاستعارة وهي من

قسم الصريح سألت أم لم تسأل

ولها القرينة علمنا في شرعنا

عدل الإِله يعذر من لم يعقل

فخذ الجواب كما تراه منقحاً

والحق عندي في الجواب الأول