خطب عظيم فمنه الدمع ينحدر

خطب عظيم فمنه الدمع ينحدر

وحادث كاد منه القلب ينفطر

وفادح يظلم الآفاق موقعه

تكاد تخسف منه الشمس والقمر

صك المسامع لما جاءنا خبر

يا ليته ما أتانا ذلك الخبر

فإن جزعنا فمثل الخطب يجزعنا

وإن صبرنا فإنا معشر صُبر

وافى كتاب فليت الكفَّ ما حملت

ذاك الكتاب ولا وافى به بشر

وأسطر أشعلت في القلب نار أسى

فالدمع منحدر والقلب مستعر

يا موت لم تبق من أخيارنا أحداً

كأنما أنت بالأخيار مختبر

فجعتنا بعماد الدين خير فتى

من آل طه فما تبقى ولا تذر

علامةٌ عاملٌ والعلم زينته

تقوى الإِله وإلا فهو محتقر

وزاهد في زمان قلّ زاهده

وراغب في أجور منه تدخرُ

قد علَّم الناس طاعات الإِله فكم

قد تابع الحق من آثاره زمر

وكم أزال طواغيتاً بهمته

لم تبق عين لها في حوث أو أثر

أعلى منار الهدى فالشرع مرتفع

والمنع بالمنع أضحى وهو منكسر

وكم يناصح أقواماً لموعظة

تكاد تنشق من ألفاظه الحجر

وكان أنساً لأهل الفضل قاطبة

فليته مد في أيامه العمر

لو كان يفدى فديناه بكل فتى

زاكي النجار له في قومه خطر

لكنه الموت لا يبقي على أحد

فليس ينجى الفدى منه ولا الحذر

سقى وحيا ثراه كل آونة

دمع العيون إذا ما فاته المطر

ورحمة اللّه تغشاه ولا برحت

تتلى على قبره الآيات والسُّورُ