ذبحت نفسك لكن لا بسكين

ذبحت نفسك لكن لا بِسِكِّينِ

كما رويناه عن طه ويسن

ذبحت نفسك والستون قد وردت

عليك ماذا ترجي بعد ستين

ذبحت نفسك يا لهفي عليك لقد

كنا نعدك للتقوى وللدين

أي الثلاثة تغدو في غداة غد

إذ يجمع اللّه أهل الدين والدون

فواحد في جنان الخلد مسكنه

واثنان في النار دار الخزى والهون

يأتي القيامة قد غلت يداه فكن

يوم التغابن فيه غير مغبون

وإن يكن عادلاً فكنت وإن يكن ال

أخرى ففي النار من أقران قارون

فإن تقل أكرهونا كان ذا كذباً

فنحن نعرف أحوال السلاطين

وإن تقل حاجة مست فربتما

فأين صبرك من حين إلى حين

واللّه وصى به في الذكر في سور

كم في الحواميم منه والطواسين

قد شد خير الورى في بطنه حجراً

ولو أراد أتاه كل مخزون

ما مات واللّه جوعاً عالم أبداً

سل التواريخ عنه والدواوين

ليس القضا مكسباً للرزق نعرفه

كما عرفناه في أهل الدكاكين

إلا لمن للرشا كفاه قد بسطت

بسط اللصوص شباكاً للثعابين

سل الهدى والغنى ممن خزائنه

سبحانه بين حرف الكاف والنون

وحيث قد صرت مذبوحاً فخذ نبذاً

للنصح ما بين تخشين وتليين

إياك إياك كُتّاباً تخالهم

إنساً وهم مثل إخوان الشياطين

واحذر حجاباً وحُجَّابا مع خدم

فهمهم أكل أموال المساكين

وجانب الرشوة الملعون قابضها

نصاً فسحقاً لإِخوان الملاعين

وفي الرشا خفيات ويعرفها

من كان ذا همة في الحفظ والدين

واحذر قريناً تقل بئس القرين غدا

كم حاكم بقرين السوء مقرون

ولا تقل ذا أمين الشرع أرسله

فكم وجدنا أميناً غير مأمون

ولا تنفذ أحكاماً ومستند ال

أحكام رجم بتبخيت وتخمين

لا تجعلن بيوت اللّه محكمة

ولا تخلق من خلق الأساطين

لتنظرن بين أقوام صراخهم

صراخ ثكلى ولكن غير محزون

لا يستطيع المصلي من صراخهم

يأتي بفرض ولا يأتي بمسنون

واحذر وكيلاً يريك الحق باطله

يزفه بين تنميق وتحسين

وثمة أشياء ما بينتها لك في

نظمي وتعرفها من غير تبيين

إن عشت سوف ترى منها عجائبها

إن كان قلبك حياً غير مفتون

ومن يمت قلبه لا يهتدي أبداً

لو جئته بصحيح البراهين

هذي النصائح إن كان القبول لها

مهراً ظفرت غداً بالخُرَّدِ العين

ما لم ظفرت أنا بالفوز منفرداً

بأجر نصحي يقيناً غير مظنون

ثم الصلاة على المختار من مضر

وآله السادة الغر الميامين