سلام على رمل الحمى عدد الرمل

سلام على رمل الحمى عدد الرمل

وحق لها التسليم من عاشق مثلي

وقفت وقوف الغي بين طلوله

بمنسكب سح ومنسجم وبل

وما دمت حتى رامني الرِّئْم رمة

وأذرف آماق الحمى الدمع من أجلي

خليليَّ قد عذبتماني ملامة

كأن لم يقف في دمنة أحدٌ قبلي

ومما شجاني والعواذل وقف

ولي أذن صمت هناك عن العذل

ظباء سرتْ بالأبطحين عواطلاً

وكنت أرها في الرعاث وفي الحجل

تبدلن أسماء سوى ما عرفتها

لهن فلا تدعى بسعدي ولا جمل

تشابهن إحداقاً وطول سوالف

وخص الغواني بالملاحة والدل

ومكحولة الأجفان مخضوبة الشوا

ولم ندر ما لون الخضاب من الكحل

ذكرت بها من لست أنسى دنوها

وإن بعدت والشيء يذكر بالمثل

سقى الدمع مغنى الوابلية بالحمى

سواجم تغني جانبيه عن الوبل

ولا برحت عيني تنوب عن الحيا

بدمع على تلك المناهل منهل

مغاني الغواني والشبيبة والصبا

ومأوى الموالي والعشيرة والأهل

وما كان يخلو بارق الجو من هوى

ولكنني أمسى بغير الهوى شغلي

فراح بنابي ذكرهن وهاجني

كما هاج ليث الغاب وغوغة الشبل

وكم قد رحلت العيش في طلب العلى

فلما بكت سعدي حططت بها رحلي

نزلت على الأيام ضيفاً فلم أجد

قرى عندها غير النزول بلا نزل

وقد سامني أهل المقام بذلة

ولست بأهل للذي سامني أهلي

سبيل الغنى رحب على كل سالك

فما لِيَ أمشي فيه في مدرج النمل