عدة الصابرين إن ناب خطب

عدة الصابرين إن ناب خطب

وزمان الفتى كثير الخطوب

جمعت في غصونها كل معنى

فهو نعم الجليس للمكروب

كم بها من فوائد فاغتنمها

فنكات العلوم كنز القلوب

فارتشفها ثم اقتطف من رباها

وتضمَّخْ بعطرها والطيب

ثم سرح أجفان فكرك إن كن

ت فتى ناظراً بفكر اللبيب

تلق فيها دواء جهلك بالص

بر وبالشكر من حكيم طبيب

واضعاً للنهى في موضع النق

ب مزيلاً لِلَّبْسِ والتنقيب

جالباً للتحقيق من كل فنٍ

فتنعم من ذلك المجلوب

يا له من مؤلف حاز علماً

وأتانا بكل معنى غريب

فاللبيب اللبيب من أشعر القلب

من الصبر كل ثوب قشيب

حاملاً للدثار أثواب شكر

نسجت بالترغيب والترهيب

ولعمري لم أختصره لحشو

قد حواه ولا لأمر مريب

ولئن كان بعض ذلك فيه

كان لي حاملاً على التهذيب

غير أني طالعته ورحيلي

هاتف بالنوى لقلبي المحبيب

والعصا ترحم اليراع بكفي

وتنادي قم يا مطيل المغيب

فالتقطت الجواهر التي قد حواها

وتتبعت كل معنى عجيب

آخذاً زبدة الحقائق منه

ولبا اللباب المطلوب

فهو لا شك سلوة لحزين

ولذي الروح فيه أو في نصيب

فتمسك به إذ شئت تلقى

كل خطب بكل سيف ضروب